مدونة Sauti Ya Cairo

ما الدور الذي لعبته القاهرة في دعم حركات التحرر الوطني في القارة في الخمسينات والستينات؟ كيف تمكنت إذاعات كـ "صوت العرب"، "صوت أفريقيا الحرة" وغيرها من تشكيل وعي قاري ودكّ الحدود التي وضعها المستعمر لتقسِيمنا؟ كنقطة انطلاق لاستقصاء أكبر حول ذلك الدور وحول دور الراديو كآلية تجميع لأيديولوجية الوحدة الأفريقية ككل، وبوصفه أداة وحدة أفريقية بطبيعتها توسع معالم مجتمع الشتات عن طريق تجاوز فئات الأمة، حاولنا تَتَبّع تيارات الوعي التي تشكلت في ذلك الوقت، عبر مشروع تعاوني بين شيمورنجا ومركز الصورة المعاصرة معنيٌ بذلك الدور، وبالزخم الكبير المحيط بتلك الفترة. لقد كانت فترة الخمسينات الستينات مليئة بمشاريع وحدوية، ووقتها كانت القاهرة مكانًا يلجأ إليه القادة الأفارقة المنفيون لمواصلة جهودهم النضالية، وقد سمحت لهم الحكومة المصرية حينها بفتح مكاتب واعطتهم مساحة على الأرض وفي الراديو لمخاطبة شعوبهم؛ حينها أيضًا أنشأت الجمعية الأفريقية - سميت في البداية بيت أفريقيا - بواسطة محمد عبد العزيز إسحاق، وكانت ملتقى لكل المهتمين بالشأن الأفريقي وكل الطلاب القادمين من دول أفريقية أخرى، والذين كانوا يدرسون في القاهرة، كما تخلقت كيانات كثيرة مرتبطة بفكرة الوحدة الأفريقية. وقتها أيضًا جاء العديد من الكتاب والأكاديميين السود الداعمين لفكرة الوحدة الأفريقية واستقروا لفترة في القاهرة منهم مايا أنجلو التي عملت كمحررة في مجلة المراقب العربي، وديفيد غراهام دو بويز - الذي كتب روايته المبينة على سيرة ذاتية (... And Bid Him Sing)، والتي تدور أحداثها في مصر. 

بعض نقاطنا البحثية كانت:

-         استطلاع الإرادة الخاصة بالدولة كمؤسسة، والأفراد المختلفين داخلها، وحالة الصراع والتقاء الأهداف في بعض الأحيان. 

-         فهم دور المؤسسات المختلفة التي أدارت علاقة مصر بمحيطها الأفريقي، كالأزهر والجمعية الأفريقية ومعهد الدراسات الأفريقية، والطبقات المختلفة للعلاقة بين هذه المؤسسات وبين مشروع الدولة التحرري في أفريقيا فى تلك اللحظة. 

-         محاولة إلقاء الضوء على أهم الأماكن والأحداث غير الرسمية التي شكلت الدوائر المنخرطة فى تشكيل تجربة حركات التحرر الأفريقي فى مصر. 

-         إعادة النظر فى مسألة الهوية الأفريقية لمصر ومدى انتشار الوعي الأفريقي خارج الدوائر الضيقة والمجهودات سواء مع أو ضد هذا المشروع فى تلك اللحظة التاريخية من انخراط مصر فى القارة الأفريقية بشكل لم نشهده مجددًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد واتتنا فكرة إنشاء هذه المدونة لمشاركتكم/ن ما توصلنا إليه خلال بحثنا، وما حال الوباء الحالي عن مشاركتكم/ن إياه في مساحتنا المفتوحة في مركز الصورة المعاصرة، كانت لدينا خططٌ عديدة لإقامة فعاليات مختلفة للجمهور واستضافة من رأيناهم/ن ضيوفًا مناسبين لإثراء نقاشنا معكم/ن. لذلك جاءت هذه المدونة كبديل نحسبه فعالًا في لحظتنا الحالية؛ بديلٌ يمكننا من التواصل معكم/ن ويمكنكم/ن من الانضمام إلينا في مغامرة بحثية مكنتنا من إعادة اكتشاف تاريخ تحريرنا، أدوات نضالنا ومقاومتنا من زاوية نراها أكثر تعمقًا. 

لمَ اخترنا الاسم؟ 

كلمة Sauti هي كلمة باللغة السواحيلية مشتقة من الأصل العربي "صَوْت". 

في أبريل من عام 1957م دوى صوت إذاعة بُثت باللغة السواحيلية في مناطق شرق ووسط أفريقيا، كان اسمها إذاعة "صوت أفريقيا الحرة"، بالسواحيلية Sauti Ya Uhuru Wa Afrika، دعت تلك الإذاعة الثورية المستمعين إلى طرد "الكلاب البيضاء" من أفريقيا وتثبيت حقيقة أن "أفريقيا للأفارقة". بثت الإذاعة مجهولة المصدر الرعب في قلب المستعمرين في القارة كلها، تسائل معظمهم لو أن هذه الإذاعة المحرضة تبثُ من داخل مستعمراتهم، وخشوا أن يقلقل حماسها صلفهم الاستعماري. كانوا يبحثون عن مصدرها بجزع حتى اكتشف التقنيون الإنجليز أن تلك الإذاعة كانت تبث من القاهرة. 

كانت إذاعة "صوت أفريقيا الحرة" إحدى الإذاعات الموجهة، التي قام بتأسيسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، كجزء من رؤيته لتأسيس حركة تحرير في القارة تبلور مفهوم الثورة الأفريقية ضد الاستعمار والإمبريالية. بلغ عدد تلك الإذاعات الموجهة ثلاثة وثلاثون إذاعة وامتدت ساعات البث إلى ما يزيد عن سبعمائة وخمسون ساعة لتناطح بذلك عدد ساعات البث في الولايات المتحدة التي كانت تحتل مركز الصدارة.

لذلك ولكي نوضح ببساطة رغبتنا في اختيار الاسم، فقد وجدنا تلك الكلمة السواحيلية المشتقة من الأصل العربي في أغلب مراجعنا البحثية وارتبطت بالقاهرة (مدينتنا البحثية المنشودة) بشكل وثيق. وذكّرنا ذلك أنه وبرغم انحسار مشهد الأخوية الثورية ذاك عن لحظتنا الحالية، إلا أنه سابقًا كانت هناك لحظة، لحظة وعي قاري، لحظة غيرت واقعنا، لحظة ساندنا فيها بعضنا، والتحمت خلالها نِضالاتنا، لحظة فارقة، وقد كانت القاهرة في قلب تلك اللحظة الثورية. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن شيمورنجا (Chimurenga) 

منصة وحدة أفريقية للفنون والأدب والأفكار الحرة والتأملات السياسية حول أفريقيا والأفارقة. تشمل إصدارتها مجلة وصحيفة فصلية معنية بالوحدة الأفريقية وأبحاث ومعارض ومحطة إذاعية عبر الإنترنت و استوديو متنقل. Chimurenga

عن مركز الصورة المعاصرة (CIC) 

مبادرة فنية مستقلة تأسست في مصر في عام 2004. تُجسر رسالة مركز الصورة المعاصرة الفن المعاصر والبرامج التعليمية التي تستجيب وتطور الثقافة البصرية والممارسة الفنية والمشاركة والخطاب. ContemporaryImageCollective

** المرحلة البحثية من هذا المشروع بدعمٍ من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهيدر

كولاج لمواد بحثية (من الأعلى باتجاه عقارب الساعة):

- رسم توضيحي من مجلة إذاعية من عام 1961. المصدر: - http://www.libya-al-mostakbal.org/95/14134/الاذاعة-الليبية-ستون-عاما-1.html

- مراسم افتتاح مؤتمر تضامن الشعوب الأفروآسيوية في جامعة القاهرة 1957/58، المصدر غير معروف.

-  ملاحظات من جدولنا الزمني لأحداث ذات صلة.

- امرأة صومالية مجهولة الهوية في الجمعية الأفريقية في الزمالك، القاهرة. الصورة من مجلة نهضة أفريقية.

- غلاف العدد العاشر من مجلة "نهضة أفريقية"، الصادرة عن الجمعية الأفريقية في عام 1958.

- شيرلي غراهام دو بويز وابنها ديفيد غراهام دو بويز، القاهرة، 1968. أرشيف جامعة ماساتشوستس في أمهرست.

- مالكوم إكس يصلي في مسجد محمد علي باشا في القاهرة، أغسطس 1964. المصدر غير معروف.

- ماجهيموت ديوب وشخصين آخرين من المشاركين في مؤتمر الكتاب الأفروآسيوين في طشقند، أوزباكستان، 1958. المصدر- http://afroasian.mediaplaygrounds.co.uk/

- قائمة ببرامج راديو صوت العرب في مجلة الإذاعة والتلفزيون، أرشيف دار الكتب، القاهرة.

صور أخرى:

صور من فيلم عن راديو القاهرة

الإذاعة المصرية صوت بلدنا  - https://youtu.be/kK-I86IDMNU