التاريخ الثوري المنسي للجزائر

مقال: يوسف أسامة بوناب





قال أميلكار كابرال، زعيم الكفاح المسلح لغينيا بيساو ضد الاستعمار البرتغالي، عن الجزائر ذات مرة: "يحج المسلمون إلى مكة، المسيحيون إلى الفاتيكان، وحركات التحرر الوطني إلى الجزائر". كان كابرال أيضًا أول من أطلق على الجزائر اسم "عاصمة الثورات" في عام 1969. بحلول أوائل السبعينات، صار للجزائر نظام استبداديّ تامّ وتراجعت النزعة الأممية اليسارية. رغم أن الجزائر باتت مجددًا موقع احتجاج، ورغم ربط الشباب الجزائريين لنضالاتهم ضد الحكومة بالاحتجاجات ضد النيوليبرالية بأماكن أخرى من العالم، إلا أن المدينة الأممية التي احتفل بها كابرال أصبحت الآن شيئًا من الماضي البعيد.


تزامن استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962 مع سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة وإمبراطوريتها الاستعمارية. بلغ تعداد سكان الجزائر الناهضة، ورغم ذلك عرجاء 9 ملايين نسمة بعد 132 عامًا من الاستعمار الفرنسي، مع 500 فقط من خريجي الجامعات. افتقرت الجزائر إلى بنى تحتية اقتصادية وسياسية موثوقة - بينما أبدت فرنسا اهتمامًا شديدًا بصحرائها الغنية بالنفط في الجنوب. كان تسعون في المائة من الجزائريين أميين؛ لكنهم أخضعوا رابع أكبر قوة عسكرية في العالم على ركبتيها.


بهذه الروح الثورية، أصبحت العاصمة الجزائر في أوائل الستينيات ساحة التقاء نشطاء الحقوق المدنية العالميين، المثقفين الثوريين، الفنانين، ومقاتلي حرب العصابات، واتخذ جميعهم موقفًا مشتركًا ضد الإمبريالية والاستعمار.


قامت الحكومة الجديدة ببناء أمة من مستعمرة منهوبة. حلم الرئيس الأول، بن بلة، وحزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم الذي قاد بشكل أساسي حرب التحرير (1954-1962)، بجعل الجزائر دولة محترمة على الساحة الدولية، من خلال قيادة حركة عدم الانحياز، التحالف الهشّ للدول المستقلة حديثًا والتي أرادت رسم مستقبل خارج نفوذ الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي أو الصين.


في المؤتمر التأسيسي لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي الآن)، قال بن بلة أن المنظمة الجديدة المناهضة للاستعمار يجب أن تقدم المساعدة لحركات التحرير بالأسلحة والتدريب والتمويل. وأعلن قائلًا: "دعونا نتفق جميعًا على الموت قليلًا حتى تتحرر الشعوب التي لا تزال تحت الحكم الاستعماري، وحتى لا تصير الوحدة الأفريقية كلمة عبثية".


كان المؤتمر الوطني الإفريقي لجنوب إفريقيا (ANC) أول حركة مقاومة يتم استضافتها في الجزائر، حيث أسس مكتبها الدولي في وسط مدينة الجزائر في عام 1963. تعود العلاقات السياسية بين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجبهة التحرير الوطني إلى عام 1960، عندما تدرب مقاتلو المؤتمر الوطني الأفريقي إلى جانب جيش التحرير الجزائري في وجدة، المغرب، عقب مذبحة شاربفيل التي أدت إلى تحول الحركة المناهضة للفصل العنصري إلى كفاح مسلح. شارك نيلسون مانديلا في التدريبات، وبقي في وجدة حتى صيف عام 1962. اعتقل فور عودته إلى جنوب إفريقيا، حيث اعتبرته حكومة الفصل العنصري تهديدًا يلوح في الأفق للنظام العام، مع توجيه اتهامات جزئية له بالتدرب مع مقاتلي جيش التحرير الوطني. عندما عاد إلى الجزائر في عام 1990، في أول زيارة له إلى الخارج بعد إطلاق سراحه، شهد مانديلا، "لقد جعلني الجيش الجزائري رجلاً".


سرعان ما انضمت حركات التحرير الأخرى، مثل فريليمو من موزمبيق والحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر (PAIGC)، إلى أرض الملعونين الجديدة، وأنشأت مكاتبًا ليست بعيدة عن بعضها في شوارع العاصمة الرئيسية. علاوة على ذلك، فإن زيارات تشي غيفارا المتكررة، التي قام بها في يوليو 1963، وهو الشهر الذي صادف أيضًا الذكرى السنوية الأولى لاستقلال البلاد دافعًا لوصولهم المفاجئ.


في أكتوبر 1963، اندلعت حرب بين الجزائر والمغرب، بسبب مزاعم الأخيرة بأن مناطقًا في غرب الجزائر كانت تاريخيًا ملكًا لها. تدخلت كوبا عسكريًا إلى جانب الجزائر، وتنازلت المغرب في النهاية عن مطالبها. (أدت حرب الرمال، كما هي معروفة الآن، إلى إغلاق الحدود بين البلدين، وهو الأمر الذي لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا).


توثقت العلاقات بين كوبا والجزائر قطعًا، ولكن لفترة وجيزة. مع موقف بن بلة المتمثل في "دعه يعمل، دعه يمر"، كان غيفارا يطمح للمساهمة في جعل الجزائر العاصمة قاعدة للحركات العالمية. ساعد غيفارا في إنشاء لجنة تحرير أفريقيا في الجزائر العاصمة في عام 1965. وكانت المهمة الأولى للجنة هي مساعدة المتمردين الكونغوليين ضد نظام جوزيف موبوتو المدعوم من بلجيكا والمتحالف مع الولايات المتحدة - وهو الصراع الذي اندلع عقب اغتيال باتريس لومومبا في عام 1961. شارك غيفارا في رحلة استكشافية مسلحة بنفسه، سافر متخفيًا لتجنب إشعار وكالة المخابرات المركزية. تم تقسيم المقاتلين إلى جبهتين: وحدة هبطت في برازافيل، غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما هبطت الوحدة الثانية القوية المكونة من 150 فردًا، بما في ذلك غيفارا، في تنزانيا مع مجموعة من 14 كوبيًا، بهدف دعم تمرد لومومبا ضد موبوتو. وقد عبروا بحيرة تنجانيقا نحو جمهورية الكونغو الديمقراطية في أبريل. سرعان ما اكتشف الوجود الكوبي عندما قُتل أربعة كوبيين خلال نزاع في يونيو، وتم حث تشي غيفارا للمغادرة - حتى من قبل المقاتلين من جانبه - عندما كثفت الولايات المتحدة وموبوتو حملة القمع. (بقي تشي غيفارا في تنزانيا بعد ذلك، حيث بدأ في كتابة مذكراته عن الحرب الثورية في الكونغو، قبل أن يغادر إلى أمريكا اللاتينية، دون العودة إلى أفريقيا مرة أخرى).


في يونيو 1965، أطاح العقيد بومدين ( اسمه الحقيقي محمد بوخروبة) ببن بلة. ألغى بومدين لاحقًا الدستور الجزائري وحكم من خلال "مجلس ثوري"، طبقه لصالحه بعد أكثر من عقد من الثورة. ظل بن بلة قيد الإقامة الجبرية حتى عام 1980، أي بعد عامين تقريبًا من وفاة بومدين.


كان بومدين من أشد المؤيدين لمناهضة الإمبريالية، وكان يطمع أيضًا بجعل الجزائر في الطليعة لحركات التحرر العالمية. تزايد عدد المكاتب التي تحتلها الحركات الدولية في جميع أنحاء الجزائر بشكل ملحوظ في منتصف وأواخر الستينات، بما في ذلك حركات ذات ميول يسارية بيضاء مثل جبهة تحرير كيبيك (كندا) وجبهة تحرير بريتون (فرنسا).


كان لحركة فتح الفلسطينية (حركة التحرير الوطنية الفلسطينية آنذاك) مكتبها الخاص للتجنيد والإعلام في أحد أكثر شوارع الجزائر ازدحامًا، وذكرت أنها أجرت عدة تدريبات شبه عسكرية في جنوب البلاد. كما زعمت فريليمو الموزمبيقية أن حوالي 200 من رجالها تلقوا تدريبات لحرب العصابات في الصحراء.


رحبت سياسة الباب المفتوح في البلاد بمقاتلي حرب العصابات من فنزويلا وغواتيمالا ونيكاراغوا، بالإضافة إلى المغتربين من تونس والمغرب وإسبانيا والبرتغال، ومن أماكن بعيدة مثل البرازيل والأرجنتين. كما نشطت فييت كونغ من جنوب فيتنام، والحركة الشعبية لتحرير أنغولا، وسوابو ناميبيا في العاصمة.


في يونيو 1970، عندما كان من المقرر تبادل 40 سجينًا سياسيًا برازيليًا مقابل سفير ألمانيا الغربية المختطف في البرازيل، طالبوا بنقلهم إلى الجزائر العاصمة. تم الترحيب بهم بالموسيقى والسجائر - عرف الجزائريون توق المعتقلين للنيكوتين - تم إيوائهم في أكواخ لطيفة في ضاحية بن عكنون، حيث مكث بعضهم إلى أن تم إعلان العفو في البرازيل بعد عقد تقريبًا. (الأغلبية كانوا أعضاء في الطليعة الثورية وحركة 8 أكتوبر، الذين فروا من القمع الوحشي لميديشي).


لم يخجل بومدين من استعداء الولايات المتحدة علانية. فقد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في عام 1967، في أعقاب حرب الستة أيام المدعومة من الولايات المتحدة والتي ضاعفت فيها إسرائيل أراضيها ثلاث مرات بضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وأراضي فلسطينية أخرى.


كان انتصار إسرائيل بمثابة إذلال كبير، وسرعان ما امتلأت شوارع الجزائر العاصمة بمتظاهرين غاضبين نهبوا المؤسسات التمثيلية للولايات المتحدة في العاصمة ودعوا إلى استمرار الحرب ضد إسرائيل. أمر بومدين، الذي كان قد أرسل بالفعل قوات إلى مصر أثناء الحرب، بإرسال المزيد، لكن مصر والدول العربية الأخرى لم تكن مستعدة لحرب جديدة بعد هزيمتها بوقت قصير. كما أشعل غضبه ضد الولايات المتحدة دعم الجزائر للفيتناميين خلال حرب فيتنام، وأبلغ بعض النشطاء السياسيين الأمريكيين بأنهم سيكونون موضع ترحيب في الجزائر العاصمة.


فرَّ المنظر والمناضل في حزب الفهود السود ستوكلي كارمايكل إلى الجزائر العاصمة في 6 سبتمبر 1967، بعد تعرضه للمضايقات من قبل قوات الأمن الأمريكية لمعارضته حرب فيتنام ودعوته الأمريكيين السود إلى رفض الانضمام إلى الجيش الأمريكي. "ها أنا ذا، أخيرًا، في الوطن الأم"، قال عند وصوله.


انضم إلدريدج كليفر، أحد قادة الفهود، إلى كارمايكل في عام 1969. كان كليفر قد هرب بعد اتهامه بمحاولة قتل في عام 1968 عقب تبادل إطلاق النار مع الشرطة في أوكلاند، كاليفورنيا. في البداية، فر كليفر إلى كندا، ثم إلى كوبا مختبئًا على متن قارب شحن، لكنه سرعان ما اضطر إلى مغادرة هافانا بعد أن كشفت رويترز عن مكان وجوده.


تحدى بومدين غضب الولايات المتحدة من خلال الترحيب بالفهود. تم إسكان كليفر وتلقى راتبًا شهريًا لإعالة زوجته وطفله الصغير في الجزائر العاصمة. وحضر افتتاح أول مركز ثقافي أفريقي أمريكي في العاصمة وأصبح رئيس القسم الدولي للفهود، والذي تم إنشاؤه هناك حصريًا في عام 1970. في وقت لم يكن فيه سفير أمريكي في الجزائر (باستثناء القائم بالأعمال، الذي عمل تحت قسم الشؤون الأمريكية في السفارة السويسرية)، تم الاعتراف بكليفر رسميًا كسفير الفهود السود في الجزائر. قال كليفر في افتتاح القسم الفرعي لحزب الفهود السود: "هذه هي المرة الأولى في كفاح السود في أمريكا التي يؤسسون فيها تمثيلاً في الخارج".


سرعان ما انخرط كليفر مع عدد من قادة التحرير الأفارقة الآخرين الذين أقاموا أيضًا في الجزائر العاصمة. أدى ربط القضايا إلى إنشاء مهرجان عموم أفريقيا، الذي أقيمت النسخة الأولى منه في الجزائر العاصمة في يوليو 1969. جمع المهرجان ميريام ماكيبا والأمريكية نينا سيمون، من بين آلاف الفنانين والمثقفين الآخرين من جميع البلدان الأفريقية والشتات الأفريقي.


في البداية بدا أن دعم بومدين لحزب الفهود السود غير محدود. كتبت إيلين مختفي في مذكراتها لعام 2018، وهي كاتبة أمريكية بيضاء متزوجة من جزائري وعملت إلى جانب الفهود كمساعدة ومترجمة خلال ذروة حياتهم في الجزائر العاصمة، أنه في عام 1969 أخبرها كليفر أنه قتل مواطنًا أمريكيًا في الجزائر العاصمة. اسمه كلينتون رحيم سميث، الذي كانت مختفي تعرفه أيضًا. أخبرها كليفر أن سميث كان يخطط للهروب بأموال الحزب؛ لكن ترددت شائعات عن تورط الضحية مع زوجة كليفر، كاثلين، بينما كان كليفر في زيارة لكوريا الشمالية. اعترف بايرون بوث، وهو عضو زميل في حزب الفهود السود، والذي رافق كليفر إلى بيونغ يانغ، في وقت لاحق أنه شاهد مقتل ودفن جثة سميث. بعد مرور عامين تقريبًا، نشرت صحيفة الفهود السود مقالاً جاء فيه أن كليفر قتل رحيم بسبب علاقة غرامية كانت بين الضحية وزوجته. كما اتهم المقال بومدين بـ "تأييد الجريمة". كان السلاح الناري المستخدم في القتل، أيه كيه-47، هدية من كيم إيل سونغ من كوريا الشمالية، وفقًا لدونالد إل كوكس، الذي كان عضوًا في حزب الفهود السود وترك الحزب في عام 1971. كتبت إيلين أنها لم تتحدث عن الأمر مرة أخرى أبدًا إلا في مذكراتها لعام 2018، "الجزائر عاصمة العالم الثالث". ظل كليفر طليقًا حتى بعد أن عثرت السلطات الجزائرية على الجثة بالقرب من لابوانت بيسكاد، غرب الجزائر العاصمة.


لكن التغييرات كانت على قدم وساق في السياسة الخارجية الجزائرية. بدأ اقتصاد الجزائر يضعف واضطر بومدين إلى إجراء إصلاحات. في 24 فبراير 1971، أعلن بومدين تأميم صناعة النفط والغاز في الجزائر (حتى ذلك الحين كانت معظم العائدات تذهب إلى الشركات الفرنسية). شكل التأميم بداية علاقات ودية أمريكية جزائرية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. في أكتوبر 2018، أعلن شكيب خليل، وزير الطاقة الجزائري الأسبق - المثير للجدل بسبب قضايا فساد وعلاقات بشركات الطاقة الأمريكية - أن الولايات المتحدة متورطة في تأميم عام 1971.


اعتبر حزب الفهود السود تهديدًا أمنيًا خطيرًا من قبل حكومة الولايات المتحدة، وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تعهد بالفعل بـ "تحييد حزب الفهود السود وتدمير ما يمثله". أرادت الشركات الأمريكية حينها الدخول في عقود النفط والغاز التي كانت جاهزة للاستيلاء عليها، وبدأ نظام بومدين، الذي كان أكثر قمعًا ضد منشقيه، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفهود.


في عام 1972، اختطف أعضاء من حركة التحرير السوداء المنتسبة إلى حزب الفهود السود رحلة طيران من ديترويت إلى ميامي كانت تقل 94 راكبًا، بما في ذلك الخاطفون الخمسة الذين كان بصحبتهم ثلاثة أطفال. تم إطلاق سراح الرهائن الـ 86 في ميامي، وتوجه الخاطفون إلى بوسطن للحصول على فدية قدرها مليون دولار - ومهندس طيران مؤهل للسفر إلى الخارج - قبل التوجه إلى الجزائر على أمل الانضمام إلى القسم الدولي لحزب الفهود السود. لدى وصولهم، صادر بومدين أموال الفدية وأعادها إلى شركة الطيران. (كانت هذه ثاني عملية اختطاف للفهود يتم تحويل مسارها إلى الجزائر في أقل من شهرين). نشر كليفر لاحقًا رسالة مفتوحة اشتكى فيها من تخلي الزعيم الجزائري عن قضيتهم. في اليوم التالي، داهمت السلطات المحلية فيلا الفهود السود، وقطعت الهواتف وصادرت أسلحة الحزب وآلاته الكاتبة.


أدى التقارب الجزائري مع الولايات المتحدة إلى قرع ناقوس الموت لوجود الفهود في الجزائر العاصمة. في عام 1974، وصل بومدين إلى نيويورك لأول مرة لحضور اجتماع للأمم المتحدة، ثم ذهب إلى واشنطن، حيث التقى بالرئيس نيكسون، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين. (بحلول ذلك الوقت، لم يكن بومدين رئيسًا بعد، ولا يزال يحكم كرئيس للمجلس الثوري). لكنه كان مؤشرًا واضحًا على الاتجاه الذي كانت تسير فيه الجزائر.


وبينما أصلحت واشنطن العلاقات مع الجزائر، أصبح دعم الجزائر للحركات أكثر حذرًا على مر السنين. في وقت لاحق، اتخذت البلاد إجراءات دبلوماسية، ودفعت سؤال الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.


اليوم، تبدو شوارع كشي غيفارا بُولفار وطريق باتريس لومومبا وأميلكار كابرال بُولفار بمثابة التذكير الوحيد بتاريخ الجزائر المنسي. ومع ذلك، على مدار العام الماضي، عندما خرج الناس إلى الشوارع في الحراك للاحتجاج على النخبة الحاكمة التي استخدمت بشكل ساخر تاريخ تحرير البلاد لإضفاء الشرعية على حكم غير مُرضٍ، عاد الماضي إلى الظهور. قال توفيق علي باي، ناشط شاب وطالب جامعي في الجزائر العاصمة، "الحراك رُكام كل الحركات التي عرفتها الجزائر. حتى لو كانت موجهة أكثر نحو ثورة 54 كمعلم نهائي، ما زلنا نجد الإلهام في كل حركات التحرير تلك".



** تم نشر المقال في الأصل في موقع Africa Is a Country وهو موقع للرأي والتحليل والكتابة الجديدة.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوسف أسامة بوناب كاتب جزائري مستقلّ وخريج صحافة مقيم في نيويورك.




















Comments