فريق نكروما ذاهب إلى كأس العالم

كيران دودس


الصورة لإليوت إليسوفون في استاد أكرا، 1959


قدم نظام تصفيات كأس العالم الذي تراهن عليه أفريقيا بشدة، والقائم على فكرة أن الفائز يأخذ كل شيء، مرة أخرى مجموعة رائعة من المباريات، رغم تعرضه للكثير من الانتقادات من الصحفيين الأوروبيين والأمريكيين. كانت النتيجة الأبرز هي فوز غانا الضخم على مصر 6-1، حيث ضمن فريق "باغانا باغانا" تذكرته إلى البرازيل أمس في القاهرة. لطالما كان هناك شيء مميز حول النجوم السوداء.


ما يمنح كرة القدم معناها في إنجلترا بشكل كبير هو قدرتها التمثيلية: يجتمع المشجعون حول نادي مدينتهم، طبقتهم، يرون الفريق والمؤسسة على أنها إسقاط لذواتهم من نواحٍ كثيرة. تكاد تكون هذه ظاهرة إقليمية دائمًا وليست وطنية. نظرًا لأن إنجلترا كانت المُسَتعمِر وليست المُستعمَر، لم يكن التمثيل الوطني عبر كرة القدم ضروريًا بشكل كبير. حتى اليوم، عدد قليل جدًا من الإنجليز يتعاطفون مع المنتخب الوطني؛ سندعمه بالتأكيد، لكننا لا نرى أنفسنا فيه (حمدًا للرب).


تسود نفس الديناميكية مع قوة استعمارية منحسرة أخرى، وهي فرنسا، التي طور لاعبوها تقليدًا قديم العهد من الازدواجية تجاه نشيدهم الوطني، لامارسييز. كان للاحتدام الأخير ضد شخصيات مختلفة داخل مؤسسة كرة القدم الفرنسية من قبل قائد المنتخب الحالي، باتريس إيفرا المولود في داكار، العديد من الأسباب وتم تسوية النقاط الشخصية عبر الخلاف الذي أعقب ذلك، ولكنه دل أيضًا على حقيقة أن المنتخب الوطني في فرنسا لا يحظى بشعبية كبيرة (على الرغم من أن فوز الأمس الكبير بسبب نجوم مثل مامادو ساكو وبول بوغبا قد يساعد الأمور قليلًا).


ومع ذلك، فقد كان الوضع الثقافي والتاريخي في غرب أفريقيا معكوسًا. لا تزال كرة القدم تمثيلية، لكن تركيز هذا التمثيل يتغير. تم جلب كرة القدم إلى بلدان مثل نيجيريا وغانا حين لم تكونا "دولتين" حتى، بل إقطاعيات للبريطانيين. كانت جديدة. لكن الرب يعلم كم كانت شعبية.


تَزَامُنُ هذا التصاعد مع تصاعد الاستقلال الوطني والحركات المناهضة للاستعمار غير كل شيء. كانت كرة القدم الأفريقية والقومية الأفريقية أشقاء - توأمين حتى - ينشئان معًا. وهكذا أصبح المنتخب الوطني نقطة مركزية، أولاً للأفارقة "العاديين"، وأيضًا لقادة مثل أميلكار كابرال، الذي ميزّ في كرة القدم إمكانات ثورية. ولد الشغف الأفريقي لكرة القدم الدولية في ظل عدم وجود نظام دوري مستقر، وفي ظل نماء الهوية الوطنية، حتى صارت أمرًا محوريًا لبناء الأمة وتعزيز التضامن الأفريقي.


لم يتجلى هذا في أي مكان أكثر من ساحل الذهب، غانا الآن. شرع الرئيس الأول كوامي نكروما، في استخدام كرة القدم كسلاح ضد القوى الاستعمارية قبل الاستقلال وبعده. حيث صارت كرة القدم في غانا مستقلة مثل الأمة نفسها؛ وبالتأكيد ساعدت في بناء تلك الأمة. بكلمات عالم الاجتماع الرياضي، الدكتور بول داربي، نُظر إلى كرة القدم على أنها "ثمينة في بناء شعورٍ بالغانية، أحست[الحكومة] أنه سيتجاوز جميع الانقسامات".


كانت كرة القدم في المقدمة والمركز خلال احتفالات الاستقلال عام 1957. تمت دعوة السير ستانلي ماثيوز للعبِ عدة مباريات ودية رفيعة المستوى لنادي أكرا "هارتس أوف أوك" وحصل على لقب "ملك كرة القدم" من إدارة نكروما. (لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها كرة القدم الأفريقية عن إعجابها بماثيوز - أعاد نادي "سوكرو يونايتد" السيراليوني تسمية نفسه "مايتي بلاكبول"، تكريمًا له - ولم تكن المرة الأولى التي يبادل فيها ماثيوز هذه المودة: فقد زار لاعب الجناح الإنجليزي أفريقيا كل صيف لمدة 20 عامًا بعد تقاعده، وشكل فريقًا أسودًا بالكامل في سويتو، جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري). لكن مآثر المنتخب الغاني كانت الأهم.


أقام الاتحاد الغاني لكرة القدم، بإذن صريح من نكروما، مباريات استعراضية ضد بعض الأندية الأوروبية والعالمية. لعبت غانا، سواء في الداخل أو الخارج بين عامي 1958 و 1962، ضد أوستريا فيينا، فورتونا دوسلدورف، بلاكبول، دينامو موسكو ولوكوموتيف موسكو، ألمانيا الغربية، ريال مدريد وإيطاليا. كانت المباراتان الأخيرتان، ضد أبطال أوروبا آنذاك والفائزين بكأس العالم مرتين تباعًا بارزتين بشكل خاص. تمكنت غانا من تحقيق التعادل ضد ريال مدريد، وحققت فوزًا بالكاد يمكن تصديقه ضد إيطاليا (في إيطاليا) 2-5.


كان أداؤهم في مسابقات الكأس التنافسية أكثر إثارة للإعجاب، ويعود الفضل في ذلك إلى تأثير نكروما. عين الرئيس بنفسه تشارلز جيامفي كمدرب وطني، وهو أول لاعب كرة قدم أفريقي يلعب في ألمانيا. كان أمرًا جوهريًا أن يكون المدرب غانيًا في الحقبة الاستعمارية، لأن مدربي كرة القدم كانوا من البيض دائمًا، ولم يكونوا أفارقة أبدًا حتى وقت تعيين جيامفي. كانت هذه خطوة سياسية، إيماءة لاِستقلال غانا. وتحت قيادته، واصل الفريق السيطرة على القارة. استضافت غانا وفازت بكأس الأمم الأفريقية في عام 1963. فازت به مرة أخرى بعد ذلك بعامين، أبدع اللاعبون، وبرز جيامفي في دوره الجديد، بينما نكروما دائمًا في مكان ما في الخلفية غير البعيدة. في الواقع، كان للاعبين وصول مباشر إلى الرئيس. يتذكر ويلبرفورس مهاجم الوسط "كان بإمكاني دائمًا الذهاب إليه دون تحديد موعد"، تم منح لاعبي الفريق منازلًا لفوزهم في عام 1965 ( أجرى نجم ذلك الفريق، أوسي كوفي، مقابلة رائعة مع بي بي سي في وقت سابق خلال هذا العام). سيس نكروما كرة القدم لسبب وجيه: إلى جانب الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به غانا بعد الاستقلال، كانت الرياضة بمثابة رمز قوي للإنجاز الوطني كما كان واضحًا.


كانت فلسفة نكروما السياسية فلسفة وحدة أفريقية وتضامن أفريقي أكثر من كونها قومية ضيقة. بطبيعة الحال، يجب أن يأتي الاستقلال عن المستعمر أولًا، ولكن بعد ذلك، يجب السعي إلى الوحدة القارية. كما أوجز في خطاب شهير، "الاستقلال الآن، غدًا الولايات المتحدة الأفريقية". وفي خطاب آخر، "لا معنى لاستقلال غانا ما لم يرتبط بالتحرير الكامل لقارة أفريقيا كلها!" كان المنتخب الوطني مرة أخرى المنفذ الذي اختاره نكروما للتعبير عن ايديولوجيته العموم أفريقية. اختار أن يلقبهم بالنجوم السوداء، تكريماً للرائد الأفريقي الكبير ماركوس غارفي وليرمُز إلى دورهم في تدعيم الكبرياء الأسود. تحدث بنجامين كوفي، لاعب ومدير سابق في النجوم السوداء، عن كيف "كان نكروما يخبر العالم كله أن هناك قارة تسمى أفريقيا بإمكانها التنافس مع أي قارة أخرى في لعبة كرة القدم".


اعتقد نكروما أنه إذا كان على كرة القدم الأفريقية أن تنافس، فيجب عليها أن تعمل في انسجام. لخصت إحدى البطولات هذا الاعتقاد أكثر من غيرها: والتي سميت بذكاء "الكأس الذهبية لكوامي نكروما". كانت منافسة بين منتخبات غرب أفريقيا، لكن "المنافسة" نفسها ربما كانت أقل الأشياء أهمية، لأنها كانت بالأحرى مشروعًا لتقوية الروابط بين دول غرب أفريقيا. أخبر أحد مسؤولي كرة القدم الغانيين المشجعين أنه يجب عليهم التخلي عن تحيزاتهم السطحية ودعم "جميع الفرق الزائرة كأخوة". نكروما نفسه، في أعقاب نهائي 1960 (فوز غانا 6-2 على سيراليون في ملعب الاستقلال ( مرة أخرى، لاحظ الاسم)، أكرا)، قال إن البطولة كانت متميزة "ليس لقيمتها الجوهرية، بل لأنها رمز للأساس السليم الذي يمكن أن نبني عليه وحدة غرب أفريقيا والقيمة الكبيرة التي أعلقها على نجاح هذه الحركة".





كانت هناك نجاحات. خذ المقاطعة الأفريقية لكأس العالم 1966 على سبيل المثال، وهي ردٌ عموم أفريقي على بطولة الفيفا ذات المركزية الأوروبية الساحقة، والتي أدت إلى ضم فريق أفريقي واحد على الأقل إلى نهائيات كأس العالم ابتداءً من عام 1970. كانت الانتصارات مأخوذة بشق الأنفس، ولم تكن شاملة بأي حال من الأحوال. لكن تسييس نكروما العموم أفريقي للعبة كان ملموسًا وكان جيدًا للقارة. كان كوامي نكروما رائدًا حقيقيًا مثل أبطاله، غارفي والمفكر الترينيدادي سي إل آر. جيمس (شخص آخر رأى الرياضة والسياسة على أنها غير قابلة للتجزئة وشاهد أيضًا تدريب نكروما على الفكر الماركسي).


المذكرة التي بعثها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشأن المقاطعة



رد الفيفا على المذكرة التي بعثها الكاف


لم يكن نكروما الزعيم الأفريقي الوحيد الذي فكر في هذه الشروط كما أظهرت المقاطعة الناجحة. لأن دولًا مثل الرأس الأخضر ونيجيريا، تم توجيهها أيضًا نحو الاستقلال من قبل قادة أفريقيين مناهضين للإمبريالية اعترفوا بكرة القدم كوسيلة لتعزيز أمتهم وقارتهم. في الحالة الأولى كان ذلك القائد هو أميلكار كابرال؛ وفي الأخيرة كان نامدي أزيكيوي، أو "زيك".


لطالما كان أزيكيوي منادٍ للتدخل الحكومي في الرياضة. في بواكير عام 1938، أسس نادي زيك الرياضي (ZAC)، نادٍ رياضي مقره لاغوس، ومثل مشاريع نكروما الرياضية، سعى لإثبات أن الأفارقة لديهم البراعة لإدارة وتنظيم شؤونهم الخاصة. استمر هذا الأمر خلال وقت الحرب، حيث أقام زيك جولتين لكرة القدم، في عامي 1941 و 1943، لحشد الدعم لاستقلال نيجيريا. بعد ما يقرب من 20 عامًا، عندما أصبح أول رئيس للبلاد، كان ذلك هو الموضوع الذي عاد إليه. تمامًا كما كانت هناك كأس نكروما، ستكون هناك أيضًا كأس أزيكيوي، التي تتكون من مباريات سنوية بين نيجيريا وغانا. ومثل رفيقه، رأى أن كرة القدم قادرة على لعب دور في استعادة السيادة الأفريقية من الإمبرياليين. كانت إعادة تجديد ملعب فريق كرة القدم النيجيري إينوجو رينجرز في عام 1986 وتغيير اسمه إلى ملعب نامدي أزيكيوي لفتة مناسبة تكريمًا له، وإن كانت صغيرة.


كان أميلكار كابرال مختلفًا. في حين أصبح نكروما وزيك أول رئيسين لبلديهما، فقد اغتيل كابرال قبل تحرير الرأس الأخضر وغينيا بيساو. لقد كان قائدًا ومنظرًا للعموم أفريقية، نعم، لكنه كان أيضًا مقاتل عصابات: القوة الدافعة وراء صراع التحرير الذي دام عقدًا من الزمان. كان كابرال مختلفًا أيضًا فيما يتعلق بكرة القدم. كما رأينا، فقد اختار نكروما وزيك كرة القدم وهما في مناصب السلطة لتعزيز جدول أعمالهما القومي والأفريقي، وقد فعلا ذلك بنجاح كبير. بيد أن كابرال كان من مشجعي كرة القدم الحقيقيين. فقد برع في كرة القدم، بينما يدرس كطالب هندسة زراعية شاب في لشبونة. بعد التخرج، عُرضت عليه فرصة اللعب مع العملاقين البرتغاليين بوافيستا وبنفيكا (تخيل لو أن كابرال انضم إلى عظماء موزمبيق أمثال أوزيبيو وماريو كولونا في فريق بنفيكا الذي انتصر بالكامل في الستينيات). ذكر مانويل أليغري، الشاعر والسياسي البرتغالي وعضو الحزب الشيوعي المناهض للإمبريالية، مؤخرًا أن "أكبر رغبة" لكابرال في وقت من الأوقات كانت قبول عرض بنفيكا، لكن ضرورة الكفاح المسلح دفعته إلى رفض الأمر. يجب أن يكون العالم ممتنًا لذلك.


ومع ذلك، فقد ترك كابرال بصماته على كرة القدم في غرب أفريقيا. لأن كأس أميلكار كابرال، مرة أخرى شأن خاص بغرب إفريقيا، للتذكير بنضالات التحرير التي خاضها نكروما وأزيكيوي وكابرال وآخرين؛ إن كرة القدم في القارة تدين لهؤلاء الرجال بقدر ما تدين لأي لاعب. لأنه دون الاستقلال كيف ستبدو كرة القدم في أفريقيا؟


هذا لا يعني أن كل شيء سار بسلاسة بعد كسر قيود الاستعمار. مثلما كانت هناك فوائد آتية من تسييس هذه الرياضة في تلك الفترة، كذلك كانت هناك عيوب وإخفاقات. في غانا، على وجه الخصوص، لم يستطع تدخل نكروما في نهاية المطاف كبح جماح القبلية الحتمية التي تأتي مع المنافسة. تم التعبير عن المشاعر العموم أفريقية وتعزيزها عبر كرة القدم، لكن المشجعين الغانيين ظلوا معادين للفرق المنافسة. لم تكن هذه رؤية نكروما لغانا مستقلة. في دراسة عن التنافس بين أندية كرة القدم الغانية "هارتس أوف أوك" و"كوتوكو "، وجد كيفن فرايدي وفيكتور بروبي أن مشجعي كل ناد انقسموا على أسس عرقية وسياسية ظلت حتى في دولة ما بعد الاستعمار: دعم نادي "هارتس أوف أوك" حزبًا سياسيًا واحدًا، وهو المؤتمر الوطني الديمقراطي من يسار الوسط، وشجع نادي "كوتوكو" حزبًا آخرًا، وهو الحزب الوطني الجديد من يمين الوسط.


في الواقع، قد يُقال إن نكروما قد فاقم مشكلة القبلية في كرة القدم خلال فترة وجوده في منصبه، حيث نُظر إلى نادي كرة القدم الذي أنشأه، "ريل ريبابليكانس"، على أنه نادي الدولة وليس الشعب. كما لاحظ داربي، "ما يبدو أنه منسي خلال تجارب نكروما مع كرة القدم ... هو قدرة اللعبة على توليد ارتباطات عاطفية  متقلبة وتيارات مضادة للهيمنة يمكن أن تولد الانقسام وتهدد من هم في السلطة". علاوة على ذلك، بسبب الاستثمار الشخصي الذي وضعه نكروما في كرة القدم، كان هناك فراغ عند تنحيته بواسطة الانقلاب العسكري. سقطت كرة القدم الغانية، التي كانت مهيمنة في الجزء الأول من الستينيات، في حالة من الفوضى.


مع ذلك، فقد أظهر نكروما ما يمكن تحقيقه عبر اختيار واحدٍ من أهم أشكال التعبير الثقافي في أفريقيا؛ أخذ آخرون هذا الدرس، لكنهم طبقوه بطريقة أكثر خبثًا. الجاني الرئيسي هنا كان موبوتو سيسي سيكو، الدكتاتور الكونغولي الفاسد.


في نهاية المطاف، بالطبع، كانت العلاقة بين الرياضة التنافسية والوحدة الأفريقية متناقضة نوعًا ما؛ أحدها يقوم على التفوق والآخر على الوحدة. هذا لا يعني أن الاثنين غير متوافقين. كانت هناك صعوبات، كما هو الحال مع المباراة بين غانا وزامبيا، عندما تغلبت الرياضة على التضامن. ولكن حين يعمل الاثنان بتوافق، كما هو الحال في الكأس الذهبية لكوامي نكروما، أو مع مقاطعة كأس العالم عام 1966، يمكن لكرة القدم أن تحقق العدالة بطريقة لا يمكن لأشكال ثقافية أخرى القيام بها. ورغم أن الكثير قد تم القيام به هنا بشأن دور القادة (إن لم يكن النخب)، فإن هذا في الأساس لأن كرة القدم لا تزال رياضة الجماهير.



_ تاريخ نشر المقال الأصلي 20-11-2013.




الشيء الأخير الذي يتوجب ذكره حول النجوم السوداء هو أنهم يحبون الغناء. شاهد هذا الفيديو، حيث يقوم اللاعبون بالغناء معًا خلال التمرينات في استاد القاهرة الدولي قبل مباراتهم الكبيرة.



* تم نشر المقال في الأصل في موقع Africa Is a Country وهو موقع للرأي والتحليل والكتابة الجديدة.




كيران دودس، طالب باحث في جامعة كامبريدج، يعمل على كرة القدم في مملكة ليسوتو خلال الحقبة الاستعمارية. 






Comments