جبهة التحرير الإريترية

  مايكل ولد غيوريوس تدلا




المقال التالي مجتزأ من بحث لمايكل ولد غيوريوس تدلا بعنوان، "جبهة التحرير الإريترية: العوامل الاجتماعية والسياسية التي شكلت صعودها، تطورها وزوالها"، وهي إحدى متطلبات نيله درجة الماجستير في الفلسفة في الدراسات الأفريقية من جامعة لايدن. يتحدث الجزء الذي اخترناه عن تشكيل "جبهة التحرير الإريترية" في مصر خلال الخمسينات، بواسطة طلاب جاءوا للدراسة في الأزهر والمعاهد العليا المختلفة. تروي الأسطر القادمة نضال أولئك الطلاب إلى جانب مجموعات أخرى كان لها نصيبها من النضال ولو تراوحت قوته من جهة إلى الأخرى مثل الجنود الإريتريين الذين خدموا في الجيش السوداني وحركة التحرير الإريترية. اخترنا ترجمة هذا الجزء لأنه يتحدث بشكل مباشر إلى محاولتنا للتعرف على القاهرة في الخمسينات والستينات كمكان لجأ إليه القادة الأفارقة لمواصلة جهودهم النضالية وتشكلت فيه أيدولوجيات مرتبطة بالوحدة الأفريقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جبهة التحرير الإريترية

العوامل الاجتماعية والسياسية التي شكلت صعودها، تطورها وزوالها

1960م - 1981م 




 


الطلاب الإريتريين في القاهرة



كان الرواد الذين أخذوا مبادرة إنشاء جبهة التحرير الإريترية في الأغلب طلابًا إريتريين في جامعة الأزهر والمعاهد العليا الأخرى في القاهرة، مصر. في عام 1951م شكل الطلاب اتحاد الطلاب الإريتريين. باستثناء الدعاية للنشاطات الرياضية، كان النادي مسخرًا بالأساس لمساعدة الإريتريين على إيجاد منح دولية في المدارس والمعاهد العليا. وصف إدريس عثمان غالديووس الأمر:



"في ذلك الوقت أتى الطلاب بمفردهم إلى القاهرة. بعضهم أتى سيرًا من وادي حلفا، بعد أن عبروا السودان بطريقة غير شرعية نحو أسوان للهرب من السلطات في الحدود. بعضهم مات في الطريق. أملوا في الحصول على منحة بعد الوصول إلى القاهرة؛ لم يكن هناك برنامج منظم للطلاب الإريتريين يمكنهم التقديم من خلاله وهم في إريتريا. بعد أن تأسس اتحاد الطلاب الإريتريين ساعد القادمين الجدد على تأمين منح دراسية". [4]



كان الطلاب، رغم صغر سنهم، متأثرين بالثورة الجزائرية المعاصرة [5]، والعدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا وإسرائيل) على مصر في عام 1956م، والذي حدث حين أعلن جمال عبد الناصر نيته تأميم قناة السويس [6]. في ذلك الوقت اتخذت إثيوبيا جانب الغرب وردًا على ذلك سمح ناصر للإريتريين بإنشاء محطة راديو تبث داخل إريتريا في عام 1956م. كان ولد آب ولد مريم هو المسؤول عن الإرسال، وهو قومي إريتري سيق إلى المنفى في عام 1953م، كنتيجة لسبع محاولات اغتيال بواسطة الاتحاديين. أوقف البث بعد عدة أشهر لأن الإمبراطور هيلاسيلاسي حول دعمه إلى الجانب المصري بسبب الجدل حول تأميم قناة السويس. [7]


رغم أن اتحاد الطلاب الإريتريين بدا من الخارج كاتحاد ذو توجهات لا سياسية، إلا أن اعضائه كانوا منخرطين في الأنشطة السياسية الجارية في إريتريا. يروي محمد سعيد ناود أنه منذ عام 1957م كان قادة حركة التحرير الإريترية على اتصال ببعض الإريتريين في القاهرة بخصوص تكوين منظمة مخصصة لتحرير إريتريا. [8] خلال نهاية شهر مايو 1960م تواصل اتحاد الطلاب الإريتريين مع أحد قادة حركة التحرير الإريترية، طاهر إبراهيم فيداب، وسألوه أن يعرض عليهم برنامجهم التنظيمي وفلسفتهم. [9] لكن حركة التحرير الإريترية رفضت إرضاء استفسارات اتحاد الطلاب الإريتريين. لأن إجابة مثل هذه الأسئلة كان يتعارض مع الطبيعة السرية لحركة التحرير الإريترية [10]. أحدث هذا في الحقيقة استياءً وشكوكًا وسط أعضاء اتحاد الطلاب الإريتريين، ما قاد في النهاية إلى بحثهم عن طرق بديلة لمواجهة الحكم الإثيوبي. [11]

 



الجنود الإريتريين في الجيش السوداني



لعب الجنود الإريتريين في القوات المسلحة السودانية دورًا مهمًا في بدء حرب الاستقلال الإريترية. كان الإريتريين يخدمون في الجيش السوداني منذ عام 1940م، حين كانت إريتريا تحت الانتداب البريطاني. كان معظم الجنود مسلمين من السهول الغربية لإريتريا. وفقًا لمحمد سعد آدم [12]، كان هناك 700 مجند إريتري. من الناحية العسكرية، فقد كانوا جنودًا مدربين بشكل جيد مع خبرة كبيرة بالمعارك ومعرفة بالتكتيكات العسكرية. على الرغم من خلفيتهم التعليمية المحدودة، إلا أن الكثيرين منهم تمكنوا من الوصول إلى رتب معينة في بناء السلطة العسكرية للجيش السوداني. [13]


بإلهام من النضالات المعاصرة ضد القوى الاستعمارية في أفريقيا، كالثورة الجزائرية من جانب، واستقلال السودان عن بريطانيا من الجانب الآخر، شكل الجنود ائتلافًا سريًا عرف باسم منظمة التحرير في عام 1956م. كان هدف الائتلاف تشارك الأفكار حول كيفية تحرير إريتريا. بالنسبة لهم، كان السودان ملجأ مناسبًا حيث يمكن للإريتريين في السودان العمل. لاحقًا، ومع تشكيل حركة التحرير الإريترية، جُنِد معظم الجنود كأعضاء سريين في الحركة. [14]


وفقًا لجندي سوداني سابق، محمد عمر عبد الله (عرف أيضًا باسم "أبو طيارة")، بدء التواصل بين الجنود الإريتريين وحركة التحرير الإريترية في أواخر عام 1959م، حين أخبر الأخيرين الجنود عن إزالة العلم الإريتري [15] ونية حركة التحرير الإريترية للتنظيم والعمل لأجل القضية الإريترية. كردَّ فقد بدأوا بتنظيم أنفسهم وجمع التبرعات من أجل حركة التحرير الإريترية. [16] كانوا يجرون أيضًا ناقشًا داخليًا حول حالة إريتريا في الفيدرالية. بسبب عدم رضاهم عن تقدم حركة التحرير الإريترية، فقد اقتنع العديد من الجنود أن أفضل استراتيجية لإنهاء الحكم الإثيوبي كانت الاتجاه إلى العنف. [17] لسوء الحظ فقد افتقروا لتنظيم سياسي ملائم يمكنهم من تطبيق هذه الاستراتيجية. تحت هذه الظروف، قرر الطلاب الإريتريين في القاهرة تشكيل أول حركة كفاح مسلح، حيث لعب الإريتريين في القوات المسلحة السودانية دورًا هامًا لبدء الحركة داخل إريتريا. لكن قبل البدء في الأمر، فكرت المجموعة المستقرة في القاهرة في تأمين دعم القوميين المخضرمين من إريتريا في القيادة.

 



الطلاب والبحث عن قيادة



اجتمع سبع طلاب في القاهرة في صيف عام 1957م وعقدوا اجتماعًا سريًا. كان الهدف من الاجتماع مناقشة إمكانية بدء كفاح مسلح في إريتريا. كنقطة بداية، سمو أنفسهم حماة الوطن. سعيد حسين قائد المجموعة، والذي كان طالبًا في ذلك الوقت، لم يكن ملمًا فقط بالنضالات الثورية المعاصرة في أفريقيا وآسيا، ولكن كان مدربًا جدًا مقارنة بمواطنيه على الجانب العسكري. على سبيل المثال، شارك في الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1956م في سيناء كعضو في اللواء الوطني المصري. [18]


في يناير 1958م أرسل سعيد حسين خطابًا إلى إدريس محمد آدم بواسطة محمد آدم إدريس "جزير"، أحد أعضاء المجموعة السرية. طلب منه في الخطاب ترك إريتريا والانضمام إلى المجموعة في القاهرة. كان إدريس محمد آدم أحد الشخصيات القيادية في الحركات القومية المبكرة. ولد لعائلة من قبيلة البني عامر في أغوردات في عام 1921م ودرس في مدرسة إبتدائية في القضارف، كان إدريس من بين القليلين الذين يكتبون باللغة العربية. كان المحرر لصحيفة الأخبار الإريترية الأسبوعية خلال الإدارة العسكرية البريطانية. في عام 1952م انتخب في البرلمان الإريتري الذي أُسس حينها وأصبح رئيس المجلس التشريعي الإريتري في عام 1955م. كونه قائدًا عسكريًا وطنيًا يدعو بشدة للجنة انتخابية مستقلة، تم فصله من منصبه. في عام 1957م تم وضعه أخيرًا تحت الإقامة الجبرية في مدينته أغوردات بعد أن ناشد بصراحة الأمم المتحدة للتدخل في إريتريا. [19]


في ظل هذه الظروف، تلقى إدريس محمد آدم خطابًا من الطلاب في القاهرة تمت دعوته فيه للانضمام إلى المجموعة التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها. وبالمصادفة، كان الشيخ إبراهيم سلطان، أحد كبار السياسيين القدامى في الدولة القومية الأولى، رهن الإقامة الجبرية أيضًا منذ عام 1956م. وكما يتضح في الفصل السابق، فقد كان مؤسس الرابطة الإسلامية ومعروفًا بمناصرته للقضاء على الاسترقاق بين صفوف القبائل المسلمة في أوائل الأربعينيات. قبل كلاهما الدعوة وفي مارس 1959م غادرا إريتريا عبر الحدود السودانية الإريترية وفرا إلى القاهرة. [20]


في مؤتمر دولي نظمته نهضة  إفريقية في القاهرة في 15 أبريل 1958م، ألقى إدريس خطابًا نيابة عن الشعب الإريتري وأدان إثيوبيا لانتهاكها قرار الأمم المتحدة. [21] سعى إدريس إلى الكفاح المسلح باعتباره الإستراتيجية الوحيدة لتحقيق استقلال إريتريا. ويروي أنه "عندما خرجنا من إريتريا، وضعنا في أذهاننا أنه يجب حل الأزمة عن طريق الكفاح المسلح. وصلنا إلى نقطة أنه لا يمكن حل مشكلة [إريتريا] سلميًا". [22]

 



ميلاد جبهة التحرير الإريترية



بحلول منتصف عام 1960م، كان القوميون الإريتريون مقسمين بالفعل إلى معسكرين: أولئك الذين سعوا إلى المقاومة المسلحة كاستراتيجية لإنهاء الحكم الإثيوبي مقابل أولئك الذين فضلوا الوسائل اللا عنيفة. الاستراتيجية الأولى كانت مفضلة من قبل الإريتريين المتمركزين في القاهرة والجنود في الجيش السوداني، بينما اتُبِعت الاستراتيجية الثانية من قبل أعضاء حركة التحرير الإريترية.


واقتناعًا منها بافتقار الحركة إلى استراتيجية للمقاومة المسلحة وبطء تقدمها، اتخذت المجموعة المستقرة في القاهرة زمام المبادرة لتشكيل منظمة بديلة تؤمن بالكفاح المسلح باعتباره الوسيلة الوحيدة للحصول على الاستقلال. عقد الاجتماع التأسيسي الأول في 10 يوليو 1960م في مكان يسمى جنينة الأسماك في القاهرة. [23] الأعضاء المؤسسون، الذين جاءوا أساسًا من خلفيات إسلامية، هم إدريس محمد آدم، إدريس عثمان غالديووس، سعيد حسين، محمد صالح حميد، طه محمد نور، سعيد أحمد هاشم، آدم محمد علي عكيتي، محمد سعيد عمر أنتيتا، وعدد قليل من الأعضاء الآخرين. [24] أنشأوا لجنة مركزية من أحد عشر عضوًا برئاسة إدريس محمد آدم. كنقطة انطلاق، أعدوا ميثاقًا في 17 يوليو 1960م حدد اسم منظمتهم ووسائل تحقيق أهدافها. بعد بضعة أشهر، تم الإعلان رسميًا عن تشكيل جبهة التحرير الإريترية.


تزامن تشكيل جبهة التحرير الإريترية مع إنهاء الاستعمار في العديد من البلدان الأفريقية. حصل سبعة عشر إقليمًا أفريقيًا على الاستقلال خلال عام 1960م، بدءًا بالكاميرون، توغو، مالي، مدغشقر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الصومال، بنين، النيجر، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، تشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو، الجابون والسنغال ونيجيريا وموريتانيا من القواعد الاستعمارية الأوروبية الخاصة بكل منها. هذا التغيير الهائل الذي اجتاح معظم أنحاء القارة ألهم العديد من الإريتريين الشباب في القاهرة للسعي إلى استقلالهم. [25]


عاقدين العزم على شن حرب ضد القوات الإثيوبية في إريتريا، بدأ قادة جبهة التحرير الإريترية الاستعدادات اللازمة للكفاح المسلح. حدث تطوران مثيران للاهتمام هنا. أولًا، ألغى العديد من الأعضاء الإريتريين في الجيش السوداني عضويتهم في حركة التحرير الإريترية وحولوا ولائهم إلى جبهة التحرير الإريترية. التقى بهم الرئيس شخصيًا في كسلا، السودان، وتمكن من كسب دعم هؤلاء الجنود للوقوف إلى جانب جبهة التحرير الإريترية. قامت المجموعة التي تتخذ من كسلا مقرًا لها مع رئيس الحركة بصياغة خطة عمل. وافق الجنود على تحمل مسؤولية مهام معينة داخل إريتريا. وكان من بينها التجنيد، جمع الذخائر، والاستطلاع استعدادًا للكفاح المسلح في إريتريا. [26] أثناء قيامهم بذلك، وافقوا على إنهاء خدمتهم في الجيش السوداني بشكل سلمي لتجنب أي مشكلة مع السودان تنشأ عن الهروب بأسلحتهم. [27]


التطور المهم الثاني كان مهمة نشر القضية الإريترية خارج إريتريا. تم اختيار إدريس محمد آدم، رئيس جبهة التحرير الإريترية، للقيام بهذه المهمة الدبلوماسية الشاقة حيث كان لديه جواز سفر (كما حصل فيما بعد على جواز سفر دبلوماسي صومالي) تمكن من خلاله التنقل بحرية. وفقًا لمحمد آدم إدريس (المعروف أيضًا باسم "جزير")، كان هذا "شيئًا [لا] يستطيع [الطلاب المقيمون في القاهرة] القيام به، لأن معظمهم لم يكن لديهم جوازات سفر". [28]


بدأ إدريس محمد آدم برفقة الشيخ إبراهيم سلطان، وهو سياسي إريتري مخضرم، نشاطهم الدبلوماسي الأول بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر 1960م. في المملكة العربية السعودية التقوا بالملك سعود بن عبد العزيز وولي العهد الأمير فيصل. لكن السعوديين طلبوا منهم مناشدة الأمم المتحدة للحصول على الدعم. حول هذه النقطة ظهر الخلاف بين المندوبين الإريتريين. يقول إدريس محمد آدم: "اعتقد إبراهيم سلطان أننا ... [هناك] لحل مشكلتنا بالطرق السلمية، لكنني دعمت فكرة الكفاح المسلح". [29] بسبب عدم تمكنهما من التوصل إلى تفاهم مشترك حول هذا الأمر، عاد كلاهما إلى القاهرة.


قام إدريس محمد آدم بزيارة ثانية إلى المملكة العربية السعودية وحده. هناك، التقى عثمان صالح سابي، الذي لعب لاحقًا دورًا مهمًا في تطوير الدعم الخارجي، المالي والمادي، لقضية حرب الاستقلال الإريترية. [30] سابي إريتري ولد لعائلة من قبيلة الساهو في عام 1932م في حرقيقو‎، على بعد حوالي 5 كم جنوب غرب مصوع بالقرب من البحر الأحمر. في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، التحق بكلية تدريب المعلمين في أديس أبابا، إثيوبيا. أثناء وجوده في أديس أبابا، أجرى اتصالات مع العديد من المسلمين الإثيوبيين الذين كانوا غير راضين عن وضعهم في إثيوبيا. سعى خلال إقامته إلى إنشاء جمعية طلابية مسلمة. بعد الانتهاء من دراسته، عاد إلى حرقيقو‎ حيث عمل مدرسًا في مدرسة كيكيا من 1953م إلى 1958م. يُعتقد أن سابي كان شخصًا مؤثرًا في تشكيل الوعي السياسي لطلابه الذين أصبح بعضهم من الشخصيات الثورية الرائدة في العقود اللاحقة. [31]


يتذكر إدريس محمد آدم أن سابي كان لديه منظمة تسمى العروة الوثقى (The Firm Bond) في مصوع، مكرسة لتحسين أوضاع المسلمين الذين يعيشون في إثيوبيا وإريتريا. بعد إجراء مناقشة مع سابي، وافق الأخير على العمل مع جبهة التحرير الإريترية. سويًا توجهوا إلى الصومال في أواخر عام 1960. [32]


في مقديشو، في 20 ديسمبر 1960م، قدم إدريس محمد آدم مذكرة تضمنت شكاوى من الشعب الإريتري ضد إمبراطور إثيوبيا إلى رئيس وزراء جمهورية الصومال، عبد الرشيد علي شرماركي. [33] وقدم ستة طلبات مهمة إلى الحكومة الصومالية على النحو الملخص أدناه. ناشد إدريس محمد آدم نيابة عن الشعب الإريتري السلطة المختصة للسماح لهم وكذلك تمكينهم من:



  • فتح مكتب سياسي إريتري في مقديشو يمكن من خلاله ... [أن] يمارسوا ... أنشطتهم السياسية ويخدموا مطالب المشكلة الإريترية، مثل تنظيم الاتصالات ...

  • تبني شكاوى الشعب الإريتري ضد الحكومة الإثيوبية [في المؤتمرات العالمية والجمعية العامة للأمم المتحدة].

  • البث عبر المحطة الإذاعية الصومالية ... بث موجه [للإريتريين] باللغتين العربية والتغرينية [وذلك لتحدي الدعاية الإثيوبية ورفع الروح المعنوية للشعب]

  • تنظيم ... جهود [الإريتريين] مع جهود ... الشعب الصومالي حتى يتمكن ... [كلاهما] من مواجهة ... [إثيوبيا] كقوة موحدة ... حين يبدأ [الإريتريون] المقاومة الفعالة (أي استخدام القوة ...).

  • منح بعض الطلاب الإريتريين .. جوازات سفر صومالية للاستفادة من الفرص التعليمية الممنوحة.

  • قبول بعض الشباب الإريتري في القوة العسكرية الصومالية وبناء فرقة إريترية ليتم تدريبهم جنبًا إلى جنب مع إخوتهم الصوماليين ليكونوا مستعدين للنضال في إريتريا في الوقت المناسب. [34]


بعد مرور شهر، مُنح إدريس محمد آدم الإذن بفتح أول جمعية في الصومال تحت اسم جمعية الصداقة الإريترية الصومالية. إلى جانب ذلك، سمحت الحكومة الصومالية للإريتريين بحمل جوازات سفر دبلوماسية صومالية لسنوات عديدة. [35] بالنسبة لبقية الطلبات، لا يوجد مصدر موثوق للمعلومات متاح.


تأسست جمعية الصداقة الإريترية الصومالية في الأول من فبراير 1961م. وتتألف الجمعية من سبعة أعضاء، مع إدريس محمد آدم وعثمان صالح سابي كرئيس ونائب للرئيس على التوالي. كانت المهمة الرئيسية للجمعية هي التعريف بالقضية الإريترية في جميع أنحاء العالم من خلال إعداد وتوزيع المذكرات والمجلات. [36]


لم ينته العمل الدبلوماسي في الستينيات في الصومال. بعد أن عين سابي ضابط ارتباط لجبهة التحرير الإريترية في الصومال، واصل إدريس محمد آدم زيارته إلى دول الشرق الأوسط، مثل الكويت والبحرين ولبنان وسوريا. على الرغم من أن الدول الثلاث الأولى، حسب زعمهم، كانت متعاطفة مع المشكلة الإريترية، إلا أن سوريا أعلنت رسميًا عبر وسائل إعلامها أنها ستقدم دعمها الكامل لإريتريا ووافقت أيضًا على تقديم تدريب عسكري في الأراضي السورية، كما سنرى في الفصل التالي. [37]



 

 

مراجع:



[4] إدريس عثمان غالديووس، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 1 يناير 1988م، نسخة. وفقًا لإدريس كان هناك حوالي 4500 طالب إريتري (في المرحلة الثانوية والجامعية) في القاهرة خلال نهاية عام 1950م.


[5] "الثورة الجزائرية" التي عرفت أيضًا باسم الحرب الجزائرية للاستقلال، كانت حرب تحرير مهمة بين فرنسا وحركة التحرير الجزائرية من عام 1954م إلى 1952م، والتي أدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا في النهاية.


[6] قائد مصري شغل منصب الرئاسة من عام 1956م حتى وفاته في عام 1970م. 


[7] كونيل وكيليون، 192.


[8] محمد سيد ناود، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 11 يوليو 1988م. 


[9] طه محمد نور، مقابلة مع غونتر شرودر، روما، إيطاليا، 28-29 مايو 1988م.


[10] محمد سيد ناود، [حركة التحرير الإريترية: الحقيقة والتاريخ] (أسمرة: منشورات حيدري، 2001م)، 46-47. قدم محمد سيد ناود، الأب المؤسس لحركة التحرير الإريترية، أسبابًا تفصيلية لاختيار حركة التحرير الإريترية القيام بأنشطتها السياسية بمزيد من اليقظة والسرية المطلقة.


[11] طه محمد نور، مقابلة.


[12] محمد سعد آدم، (مخطوطة غير منشورة). محمد إريتري ولد في كسلا، السودان، وكان جنديًا سابقًا في الجيش السوداني حتى انضم إلى جبهة التحرير الإريترية. عيّن رئيسًا لقيادة الثورة من 1965م-1968م.


[13] المرجع نفسه.


[14] المرجع السابق؛ انظر أيضًا آدم محمد حميد "جينديفل"، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 09 فبراير 1991، نسخة طبق الأصل. طاهر سالم العضو الإريتري في قوات سورية الديمقراطية هو من يقود الجمعية. لا توجد معلومات دقيقة بشأن العدد الفعلي للجنود المجندين في تلك الرابطة. ذكر آدم محمد حميد "جندفيل" أنهم كانوا حوالي 60 شخصًا، بينما قال محمد آدم إدريس "جزير" أنهم كانوا 80. انظر محمد آدم إدريس "جزير"، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 28 مارس 1989م، نسخة طبق الأصل.


[15] في 24 ديسمبر 1958م، منعت إثيوبيا تعليق العلم الإريتري في المكاتب الحكومية والمباني العامة واستبدلته بعلم إثيوبيا.


[16] محمد عمر عبد الله "أبو طيارة"، مقابلة مع غونتر شرودر، كسلا، السودان، 23 مارس 1989م.


[17] المرجع نفسه.


[18] محمد آدم إدريس "جزير"، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 27 مارس 1989م. شملت مجموعة حماة الوطن سعيد حسين، محمد آدم إدريس (عرف أيضًا باسم "جزير")، إدريس عثمان غالديووس، محمد سعيد عمر ("أنتاتا") وسليمان محمد أحمد، من بين آخرين.


[19] كونيل وكيليون، 307-308.


[20] إدريس محمد آدم، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 15 مارس 1989م. جاءت مهمة هروب إدريس وإبراهيم بعد أشهر قليلة من إزالة العلم الإريتري لصالح علم إثيوبيا، والاستياء العام والاضطرابات التي اجتاحت جميع أنحاء إريتريا في عام 1958. اعتبر الهروب بمثابة ضربة كبيرة حثت الإمبراطور على طلب تفسير للمسألة من السلطات الإثيوبية العليا المعنية في إريتريا؛ وبسبب قلقه من هذه الأحداث، أرسل الإمبراطور ضباطًا أعلى من الجيش الإثيوبي إلى إريتريا من أجل مراجعة حالة القوات الإثيوبية حول الحدود الإريترية والسودانية.


[21] إدريس محمد آدم، "خطاب البعثة الإريترية يقرأه الأستاذ إدريس محمد آدم، رئيس البرلمان الإريتري الأسبق"، (خطاب، نهضة أفريقية)، 15 إبريل 1959م.


[22] إدريس محمد آدم، مقابلة.


[23] إدريس عثمان غالديووس، مقابلة مع غونتر شرودر، الخرطوم، السودان، 11 يوليو 1988م. عقدت هذه المقابلة الحاسمة بعد شهرين من مقابلة حركة التحرير الإريترية.


[24] إدريس عثمان غالديووس، مقابلة؛ طه محمد نور، مقابلة.


[25] عثمان صالح دندن. "معركة إريتريا، الجزء الأول"، عبد الله خليفة. (مخطوطة غير منشورة)، الفصل الأول.


[26] محمد آدم إدريس "جزير"، مقابلة، 27 مارس 1989م.


[27] إدريس محمد آدم، مقابلة.


[28] محمد آدم إدريس "جزير"، مقابلة، 27 مارس 1989م.


[29] إدريس محمد آدم، مقابلة.


[30] المرجع نفسه.


[31] قادة قوميين مثل رمضان محمد نور، الأمين محمد سعيد وإبراهيم عفى والذين قدموا إسهامات مهمة للنضال الإريتري من أجل الاستقلال كانوا من الطلبة الذين درسهم في مدرسة كيكيا في حرقيقو. كونيل وكيليون، 412-414.


[32] إدريس محمد آدم، مقابلة.


[33] تم تقديم المذكرة الأصلية لشكوى الشعب الإريتري إلى الأمم المتحدة من قبل عضو سابق في المجلس الاتحادي محمد عمر قاضي عام 1957. كانت في الأساس عريضة للاحتجاج على السياسات التي أدت إلى ضم إريتريا. بعد إجباره للعودة إلى إريتريا من قبل السلطات الإثيوبية، عاد محمد عمر قاضي إلى إريتريا، حيث حُكم عليه بعد ذلك بالسجن لمدة 10 سنوات. لكن أطلق سراحه بعد إلغاء الاتحاد رسميًا. انظر كونيل وكيليون، 380-81.42


[34] إدريس محمد آدم إلى عبد الرشيد علي شرماركي، رئيس وزراء، رئيس وزراء جمهورية الصومال، 20 ديسمبر 1960م


[35] إدريس محمد آدم، مقابلة؛ انظر أيضًا إدريس محمد آدم إلى عبد الرشيد علي شرماركي، رئيس وزراء، رئيس وزراء جمهورية الصومال، 22 يناير 1961م.


[36] عثمان صالح سابي إلى سفير اليمن في الصومال، 28 أكتوبر 1961م.


[37] إدريس محمد آدم، مقابلة.




 مايكل ولد غيوريوس تدلا تخرج بدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة أسمرة بإريتريا (2003) وماجستير البحث في الدراسات الأفريقية من جامعة ليدن (2014). عمل كباحث مبتدئ لمدة ثماني سنوات في مركز البحوث والتوثيق بأسمرة.






Comments