المانيفستو الثقافي للعموم أفريقية




كما تناولنا في المقال السابق "المانيفستو الثقافي للعموم أفريقية: جدْب وفورْة العمل الثقافي في أفريقيا الستينات"، فقد شهدت القارة خلال تلك الفترة العديد من الأنشطة الثقافية التي كان أحدها مهرجان الجزائر للفنون العموم أفريقية في عام 1969، والذي تنوعت الفعاليات فيه بين أفلام ومسرحيات وعروض راقصة وغيره، وخرج منه أيضًا المانيفستو الثقافي للعموم أفريقية الذي ترجمناه هنا. كُتب هذا المانيفستو بشكل جمعي وعبر جليًا عن الأخوية الثورية، الطموحات المشتركة والنضالات المتجاوزة للحدود للقضاء على الاستعمار وتبعاته التي أثرت على الثقافة والهوية الأفريقية.



الجزء الثاني |


دور الثقافة في التطور الاقتصادي والثقافي في أفريقيا


نقف مستعدين اليوم لمواصلة التعافي الكامل لشخصياتنا، والنضال الذي أكسبنا استقلالنا، كورثة لحضارة عمرها آلاف السنين، غنية بإمكانيات اقتصادية غير مروية.


إن إِثبات هويتنا الشامِلة واِستِثمار ثرواتنا المادية لصالح الناس سيمكننا من المشاركة بفعالية في بناء حضارة عالمية كشركاء أحرار ومتحررين.


تعتبر الثقافة علاقة اقتصادية واجتماعية تُحدد في لحظة معينة من التطور البشري، لتمثل نمط الحياة بشكل آني، وتشكل كلية مع الحياة السياسية. تنوي الثقافة الأفريقية حتمًا أن تضع نفسها في خدمة تحرير أفريقيا من الاستعمار بجميع أشكاله ومن كل أشكال الاستلاب، خدمة الاقتصاد والتحسين الاجتماعي للناس. ولأنها مصونة ومختبرة من الناس، تصير عنصرًا محفزًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وعاملًا في تحول البيئة.


يمكن لمجتمع أو ثقافة أن تحافظ على نفسها أثناء خضوعها للتنمية الاقتصادية، بشرط أن تتخذ الإجراءات اللازمة.


يجب بالضرورة توفير مكان للعلوم والتكنولوجيا وكذلك للعقلانية الاقتصادية، وللحاجة إلى التطلع إلى الأمام وغيرها من المتطلبات الأساسية لعصرنا. لأنه ليس هناك ثقافة فعالة بشكل سلبي. ولتخصيص مواردها لمساعدة التنمية، يجب إحياؤها وتحديثها عبر الاتصال بالتكنولوجيا التي تميل إلى خلق حضارة عالمية. يجب أن يعود المجتمع إلى كيانه الأساسي وإلا سينهار، أو إلى فائدته وإلا سيفقد وجوده واستقلاليته. فهو يثابر ويكيف نفسه عبر جهد جدليّ مستمر للعطاء والمساهمة بين الثقافة الوطنية والقيم العالمية.


من الضروري للغاية أيضًا مراقبة الدفاع والحفاظ على الكرامة والشخصية الأفريقية. لكن النظر إلى الوراء أو الإشارة المستمرة إلى المصادر الحية للأفريقية يجب أن يتجنب الاستحضار القانع والمُجدب للماضي، على العكس من ذلك، يجب أن يتضمن جهدًا مبتكرًا وتكييفًا للثقافة الأفريقية لتكون متطلبات حديثة للتطور الاجتماعي المتوازن والتنمية الاقتصادية.


تم تبني الأهداف التالية - لتحرير المجتمع الأفريقي من الظروف الاجتماعية والثقافية التي تعوق تنميتهُ وتخليص الثقافة الأفريقية من العوامل المجافية من خلال دمجها في العمل الشعبي بالتحديد.


يجب إحياء الثقافة الأفريقية الوفية لمنابتها، وإدخالها إلى العالم الحديث من خلال الاتصال بالعلوم والتكنولوجيا لتطوير قدراتها التشغيلية، بينما تتقدم التكنولوجيا بالتراكم، تتقدم الثقافة بالإبداع والإخلاص. يجب تعيين كل تلك الوسائل ووضعها قيد التنفيذ.


يجب أن تتعافى أفريقيا من التخلف الذي هو أَصلًا ثقافي. ويستلزم هذا:


(أ) تغيير الموقف تجاه العالم المادي، تجاه القياس الكمي والعقلانية العلمية. قد يكون لدور التعليم تأثير محدد أو مفيد أو وخيم وفقًا للأهمية التي يتم إيلاءها للتعليم التقني.


(ب) حركة السلطة السياسية نحو ثورة أصيلة في مناخ الرأي.


(ج) الجهد المشترك لأفراد المجتمع لن يكون ممكنًا إلا إذا أخذ المواطنون مستقبلهم بأيديهم في جو من الحرية والسعادة.


يوصى بإجراء دراسات لتشجيع استخدام اللغات الأخرى التي يتم التحدث بها على نطاق واسع، بالإضافة إلى اللغة العربية، التي كانت لعدة سنوات لغة رسمية لمنظمة الوحدة الأفريقية.


إن المهام الفورية التي تمسنا جميعًا هي تحويل اللغات الأفريقية إلى لغات مكتوبة ووسيلة للفكر العلمي، لضمان أن التعليم ومحو أمية الكبار وتحرر المرأة مفتوح لجميع الأفارقة.


إن أي تأخير في إعادة تنظيم النظام التعليمي الحالي سيؤدي إلى تأخير تدريب الموظفين العموميين المسئولين، ويبرر لاستمرار المساعدات التقنية والثقافية الأجنبية. يجب أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة بأسرع ما يمكن لأن هذه المساعدة، يمكن أن تتحول إلى شكل من الهيمنة المتخفية بصعوبة لو طال أمدها.


الهدف الرئيسي من التعليم العالي هو إعداد الموظفين المدربين اللازمين للإنتاج الاقتصادي والثقافي، وهؤلاء الأشخاص بحاجة إلى جعل أنفسهم مفهومين بواسطة العمال والجماهير. ينبغي بعد ذلك، حيثما أمكن، تقديم التعليم العالي باللغة الوطنية. سيتم تنفيذ هذه المهام بشكل أفضل من خلال دعمها بواسطة وسائل الإعلام الجماهيرية التي تنتمي إلى أفريقيا (محطات الإذاعة، التلفزيون، دور السينما، المسارح والمراكز الثقافية في المصانع والمكاتب، إلخ). ومن خلال زيادة عدد الأحداث الثقافية و التبادلات.


ستمكننا هذه القيم من أن نواجه التحول الاجتماعي الحتمي الذي تنطوي عليه عملية التنمية، دون إحباط أو استلاب. يجب أن نستخدم القيم التي يمكن أن تسهم في التقدم الاقتصادي وتعبئة الجماهير، لإثارة الحماس المطلوب لجهود جماعية كبرى.


خلال هذا الجهد الهائل لاستعادة تراث أفريقيا الثقافي وتكييفه مع احتياجات الحضارة التكنولوجية، يكون لكل من الفنان، المفكر، العالم والمثقف دورهم للمساهمة في إطار العمل الشعبي للكشف عن والتعريف بالإلهام المشترك والتراث المشترك الذي يكوّن الأفريقية.


بوجه العموم، يجب أن تعود إفريقيا إلى أنماط إدراكها الأصلية، أساليبها، ووسائل اتصالها وتحديث كل ذلك لتحويله إلى وسائل قوية للسيطرة على الطبيعة ومُناغمة تنمية المجتمع الأفريقي.


بالمثل، يقع على عاتقنا تجنب عقبة البحث الأكاديمي والأجوف عن ثقافة هاوية تؤدي إلى جمالية عقيمة وفاسدة.


لذلك يجب أن نتخذ تدابير منهجية وملاءمة لإشباع شبابنا بالثقافة الأفريقية، حتى يتمكن شباب قارتنا من فهم قيمها العميقة وليكونوا مسلحين بشكل أفضل لمقاومة بعض المظاهر الثقافية المثبطة، ومستعدين أكثر للاندماج في الجماهير.


بهذه الطريقة، فإن الثقافة الأفريقية تصير مخلصة لذاتها وتستمد قوتها من المصادر العميقة لثروتها وعبقريتها الإبداعية، ولا تهدف فقط إلى الدفاع عن شخصيتها وأصالتها، ولكن أيضًا لتصبح أداة في خدمة الناس لتحرير أفريقيا من جميع أشكال الاستلاب، وتكون أداة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متزامنة. ومن ثم ستؤدي إلى الترويج التقني الصناعي لأفريقيا، وأيضًا حياة إنسانية حية وأخوية بعيدة كل البعد عن العنصرية والاستغلال.


تشكل الثقافة، كقوة حاسمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أضمن وسيلة لشعوبنا للتغلب على إعاقتها التكنولوجية، أي الاقتصاد، العجز، والقوة الأكثر فاعلية في مقاومتنا الظافرة للابتزاز الإمبريالي.


لقد أصبح من الضروري والعاجل الآن تحرير أفريقيا من الأمية، وتعزيز التعليم الدائم للجماهير في كل مجال، وتنمية الروح والموقف العلمي والتكنولوجي والنقدي فيها، وجعل الثقافة الشعبية فعالة بشكل كامل.


يجب أن تنصب كل جهودنا نحو ثورة حقيقية في النشاط الثقافي لأفريقيا.


يجب أن تعزز الشخصية الشعبية لثقافتنا مفهومًا محددًا للتنظيم العلمي وترشيد أنشطتنا الإنتاجية، فضلاً عن طُرق امتلاك وسائل الإنتاج (الأرض، الموارد الطبيعية، الصناعة، إلخ) وتوزيع السلع المُنَتَجة.


يجب أن تظهر الأفريقية بشكل مادي وملموس في الاستخدام المشترك لقواتنا الوطنية ومواردنا الطبيعية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتناغمة والمتسارعة في جميع أنحاء القارة.


توصيات


قدمت الندوة المقترحات التالية لأجل الاستخدام الديناميكي لعناصر الثقافة الأفريقية:


1. تعزيز وتكثيف الأنشطة الثقافية لأفريقيا من خلال إعطاء لجان منظمة الوحدة الأفريقية للتعليم والثقافة والعلوم والصحة دورًا أكثر نشاطًا واستمرارية.


2. إنشاء مجلات ثقافية يتم تحريرها بلغات عمل منظمة الوحدة الأفريقية وإذا أمكن باللغات الأفريقية الأخرى.


3. حشد جسم للفنون وموسوعة للقارة الأفريقية ودعم منظمات الفنون الجميلة في الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية وإصدار موسوعة للأدب والفنون. إقامة دورات في الجامعات لتدريس قيم وواقع الثقافة الأفريقية.


4. تعزيز وتنسيق البحوث في جميع مجالات الطب التقليدي ودستور الأدوية الأفريقي من أجل تحديثها عبر منحها أساسًا علميًا وتخليصها من طابعها الخفي والتجريبي حتى تصبح مصدرًا لإثراء الطب الحديث؛ لتعزيز وتشجيع وتنسيق البحث العلمي في أفريقيا.


5. إنشاء معهد أفريقي لصناعة السينما. يجب أن تنتج أفريقيا في هذا المجال أسلوبها الخاص في التعبير، وتختار الوسائل المناسبة لجعل تعبيرها متاحًا للناس. لذلك ينبغي للدول الأفريقية أن تنظم نفسها لإنتاج أفلامها وإصدارها وتسويقها ومكافحة القيود التي تعوق تطور السينما الأفريقية الحقيقية.


6. إنشاء منظمات نشر وبيع الكتب، الكُتيبات المدرسية، السجلات والصحف في أفريقيا لمحاربة التنظير وجعلها أدوات للتعليم الجماهيري. تؤيد الندوة قرار منظمة الوحدة الأفريقية بإنشاء وكالة أنباء عموم أفريقيا. وذلك لتكثيف تبادل الأخبار بين الدول الأفريقية.


7. إنشاء منظمات مناسبة لإدماج الفنون الأفريقية في الصناعة والأعمال.


8. حماية الملكية الفكرية للأفارقة بالتشريعات المناسبة.


9. اتخاذ جميع الخطوات اللازمة، بما في ذلك دعوة المؤسسات الدولية لاستعادة الأعمال الفنية والمحفوظات التي استولت عليها القوى الاستعمارية؛ واتخاذ الخطوات اللازمة لوقف استنزاف الأصول الثقافية التي تغادر القارة الأفريقية.


10. زيادة التبادل الثقافي عبر وسائل مثل المعارض، المؤتمرات، الندوات واجتماعات الشباب، النساء، العاملين، المثقفين، المناضلين والمسؤولين من أجل زيادة التفاهم المتبادل.


11. تنظيم المساعدات الاقتصادية والفنية بين البلدان الأفريقية.


12. تشجيع استخدام وتعليم اللغات الوطنية الضرورية للتعبير الحقيقي للثقافة الأفريقية كأداة شعبية لنشر العلم والتكنولوجيا. تقديم جوائز تنافسية للتقنيات العملية التي اخترعها الأفارقة لتحفيز الإبداع في المجال التكنولوجي.


13. إصلاح التعليم وتطويره على جميع المستويات لمنحه الوسائل المناسبة لأداء رسالته في النهوض بالشعوب الأفريقية وتنميتها. يجب أن تأخذ محتويات هذا التعليم والأساليب والكتب المدرسية بعين الاعتبار واقعنا الوطني وضرورة تعزيز وحدتنا وتضامننا بدرجة أكبر عبر التفاهم المتبادل.


14. أن نترجم إلى لغاتنا الأعمال العلمية والفلسفية والتاريخية والأدبية التي تشكل التراث المشترك للبشرية ونشجع ترجمة الأعمال الأدبية الأفريقية إلى اللغات الأجنبية.


15. تشجيع وتطوير حرف يدوية في القارة الأفريقية خالية من المضاربات التجارية.


16. إشراك النساء والشباب الأفارقة بشكل أكثر فاعلية وكثافة في نقل وازدهار تراثنا الثقافي.


17. إنشاء جوائز لمكافأة الأعمال الأكثر أصالة وفائدة للفنانين والكتاب الأفارقة.


18. دعم حركات التحرر الوطني الأفريقية بقوة أكبر للتجديد الفني، السياسي والأيديولوجي.


19. الوصول إلى فهم كامل، وتوعية الجماهير والرأي العام الدولي بقيمة وتأثير النضال من أجل التحرر الوطني.


20. كشف الحقائق الواقعية لنضالات التحرير والتعريف بها على نطاق واسع بكل وسائل الاتصال المتاحة للدول الأفريقية.


21. تمكين حركات التحرر الأفريقية من المشاركة الفعالة في العمل الثقافي الموحد في إطار المؤسسات الثقافية الأفريقية.


22. إتاحة التجارب الأفريقية في إنهاء الاستعمار الثقافي في كل مجال - اللغة، التاريخ، التعليم، إلخ- ليتم دراستها والتعريف بها في مختلف البلدان الأفريقية.


23. إعطاء أفريقيا وتاريخها مكانة مرموقة في مجال البحث وفي اجتماعات الخبراء ورجال العلم الأفارقة وفي البرامج المدرسية والجامعية.


24. الحكم على الفنون الأفريقية وفق معايير القارة الإفريقية ووفقًا لمقتضيات الوحدة والنضال من أجل التحرر، وإنشاء مؤسسات ثقافية مناسبة في أفريقيا لهذا الغرض.


25. تشجيع الفنانين الأفارقة في مهمتهم المتمثلة في التعبير عن اهتمامات الناس من أجل سد الفجوة التي نشأت من الاستلاب الاستعماري بين النخبة المثقفة والجماهير.


26. تمكين الفنانين والمفكرين الأفارقة من إعادة تأسيس الحقيقة التاريخية، مع المشاركة في نضال شعبنا وأيضًا مساعدة نضالات التحرر من خلال توعية الناس بها، داخل وخارج أفريقيا.


27. تحقيق مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات وتنظيم وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


28. تحديد الأساليب التي يمكن للناس من خلالها استعادة جميع الموارد الطبيعية ووسائل الإنتاج الأساسية.


29. لتحويل الأفريقية إلى:


(أ) حركة نقابية أفريقية موحدة.


(ب) تطوير المنظمات الجماهيرية (منظمات الشباب، المنظمات النسائية، إلخ).


30. تعزيز برامج التعاون الفني بين البلدان الأفريقية، للتعويض عن الخراب الناجم عن "هجرة الأدمغة".


31. توفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين.


32. شن حملة ضخمة لمحو أمية الكبار الوظيفية.


33. تطوير وسائل الإعلام الثقافية التي تكون في متناول الناس مباشرة (السينما، المسارح، الإذاعة والتلفزيون).


34. إنشاء وحدات ثقافية في الريف وفي منظمات الأعمال قادرة على:


(أ) نشر المعرفة العلمية الأولية.


(ب) نشر المعرفة بالأعمال الفنية في التراث الأفريقي وغيره.


(ج) تحفيز الأنشطة الثقافية في المناطق الريفية من خلال استخدام وسائل الإعلام؛ وبناء المتاحف لإثراء عقل الشعوب التي تعيش في المناطق الأقل نموًا.


35. إجراء مسح للفولكلور الأفريقي وتعميمه بين الجماهير.


36. تعزيز عموم أفريقية وإقليمية الجامعات والمعاهد التقنية التي تعد نقطة التقاء الشباب؛ يجب أن تتيح هذه المراكز الثقافية الفرصة لجميع الطلاب الأفارقة لمتابعة دراستهم في أفضل الظروف.


37. إقامة نظام لتبادل الوثائق والخبرات في مجال التعليم الجماهيري بين الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية.


38. تبادل البرامج ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين محطات الإذاعة والتلفزيون ومكتبات الأفلام الأفريقية، لا سيما من خلال وكالة أنباء عموم أفريقيا.


39. عقد ندوات ثقافية أقاليمية ومعارض للرسم والحرف اليدوية بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة.


40. المساهمة في مشروع اليونسكو للتاريخ الأفريقي.






Comments