حول سيرة الفنان والمفكر عبد الله بولا






منذ آواخر عام ٢٠٢٣ انخرط مشروع ضوء النجيمات البعيدة بتقديم فعاليات جماهيرية جديدة بعد توقف دام برهة حاولنا خلالها تلمس خطانا لتقديم ما يناسب مساعينا البحثية، نتج عن ذلك تقديم أربع فعاليات شكل كل منها محركًا لنقاشات أكثر عن العموم أفريقية، وصارت بمثابة دروب ممتدة ساعدتنا في مُحاولاتنا الدائمة لاستقراء المُخيلات الثقافية والاجتماعية والسياسية الجديدة حول المنطقة والقارة الأفريقية خلال العقود التي تلت الاستقلال؛ خلال هذه التدوينة سوف نتناول فعاليتين متصلتين بجزء من الإنتاج الفكري للفنان التشكيلي والمفكر الراحل عبد الله بولا. 



في ٦ أغسطس عام ٢٠٢٣ شاركنا مع جمهور المساحة فعالية حول سيرة بولا، قام بإدارة النقاش خلالها مجموعة من رفاق بولا الذين شهدوا أعماله خلال مراحلها المختلفة، وخبايا عمليات الإنتاج وعلاقتها بإحداثيات المشهد الثقافي. خلال النقاش تناولنا أيضًا آخر كتاب صدر وقتها للراحل بجهود جبارة من المحررة والمترجمة نجاة محمد علي، «حوارية لاهاي، مرافعة في حق المثقفين السودانيين»، والذي دافع فيه عن إسهامات المثقفين في السودان المعاصر بمواجهة تيار يسعى لـ «تسليبهم» والتقليل من حجم وتأثير إسهاماتهم، جاء الكتاب بمثابة رد على مقال قدمه د. حيدر إبراهيم خلال التسعينيات وانتقد بين سطوره المثقفين السودانيين وإسهاماتهم. ضمت المرافعة الاستثنائية التي قدمها الكتاب مقالات نشرتها صحيفة الخرطوم في عام ١٩٩٨، خلال الفترة التي كانت تصدر فيها القاهرة. وقد أثارت المقالات حينها اهتمامًا واسعًا في أوساط المهتمين بالثقافة وبتعريف المثقف ودوره المنتظر في المجتمع. ظلَّ كثيرون ممن تابعوا الحلقات ومن لم يتمكنوا من متابعتها يطلبون من مؤلفها إعادة نشرها في الصحف أو جمعها في كتاب، وهذا ما نوى بولا القيام به. لكن ظروف كثيرة حالت دون ذلك من بينها ظرفه الصحي. صاحب النقاش عرضٌ لأربع صور فوتوغرافية توثيقية لعدد من لوحات رسمها الفنان بيده في فترات زمنية مختلفة. 


جانب من صور الفعالية:


المتحدثين: نجاة محمد علي، أميرة أحمد، مجدي كامل





في ۱٩ فبراير عام ۲٠۲٤ قدمنا فعالية إطلاق كتاب «كوامي نكروما، ملامح من سيرة نضاله الفكري والسياسي، دراسة نقدية» للدكتور عبد الله بولا، الذي تناول خلاله تطور المفاهيم التكوينية لفكر الزعيم الغاني الراحل كوامي نكروما -أحد رواد حركات التحرر الوطني الأفريقية- والتجربة الفريدة لحركة الاستقلال في غانا بدءًا بمولد حزب الميثاق الشعبي، وصولًا إلى تقلد نكروما زمام الحكم ومن ثم عزله بواسطة الانقلاب اليميني الذي حدث وقتها. اعتمد بولا بشكل كبير في كتابه على السيرة الذاتية لكوامي نكروما التي كتبها بخط يده والتي عنونت Ghana: Autobiography of Kwame Nkrumah، وكذلك اعتمد على كتابات أصدقاء ومحبي نكروما ولكنه لم يهمل انتقادات خصوم نكروما أيضًا. 


كانت تلك النقاشات مهمة من منظورنا لأن إسهام الدكتور عبد الله بولا فيما يخص العموم أفريقية وحركات التحرر الوطني في القارة وقضايا التعدد الثقافي والعولمة ونقد الاستعمار كان كبيرًا وممتدًا منذ منتصف السبعينيات، وكذا محاولاته لتقديم وجهة نظر مهمة وحيوية في حركة الفكر النقدي المعاصر لإعانة حركات التحرر الأفريقية في مساعيها لبناء نهضة ثقافية جديدة.



جانب من صور الفعالية:


المتحدثين: تيكواج فيتر ونجاة محمد علي







* ننصح الجميع بقراءة مؤلفات الدكتور عبد الله بولا المتوفرة في مكتبة مركز الصورة المعاصرة.


* الدكتور عبد الله أحمد بشير «عبد الله بولا»، فبراير ١٩٤٣- ديسمبر ٢٠١٨، كاتب وفنان تشكيلي صاحب إسهامات فكرية في الكثير من القضايا الهامة، مثل مسألة الهوية الثقافية، قضايا التعدد الثقافي، قضايا الهامش، العولمة ونقد الاستعمار بشكليه القديم والحديث؛ إلى جانب إسهاماته البارزة في الحركة التشكيلية في السودان. من مؤلفاته: «بداية مشهد مصرع الإنسان الممتاز»، سلسلة مقالات نُشرت في ١٩٧٦-١٩٧٧، صدرت في كتاب في ٢٠١٧. «شجرة نسب الغول في الهوية الثقافية وحقوق الإنسان في السودان. أطروحة في كون الغول الإسلاموي لم ينزل علينا من السماء. ومواضيع أخرى في الديمقراطية والثقافة وحقوق الإنسان»، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، أمدرمان (السودان)،  ٢٠٢١. «حوارية لاهاي، مرافعة في حق المثقفين السودانيين» مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، أمدرمان (السودان) ٢٠٢٣. «كوامي نكروما، ملامح من سيرة نضاله الفكري والسياسي، دراسة نقدية» ٢٠٢٤.












Comments